مقدمة
هل تخيلت يوماً أن يرفع شخص دعوى قضائية على والدته لأنه "لم تربيه جيداً"؟ أو أن يقاضي الإمبراطورية الرومانية، كوكب بلوتو، وموسوعة غينيس؟ قد يبدو هذا مشهداً من فيلم ساخر، لكنه حقيقة واقعية من حياة رجل يدعى جوناثان لي ريتشز، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه – لا بإنجاز علمي أو بطولي، بل بأغرب وأكبر عدد من القضايا القانونية في تاريخ المحاكم الأمريكية.
في هذا المقال، نستعرض القصة الكاملة لهذا الرجل، دوافعه، أغرب القضايا التي رفعها، وردود فعل النظام القضائي عليه، ولماذا أصبح رمزاً للغرابة القانونية في العالم.
من هو جوناثان لي ريتشز؟
- الاسم الكامل: جوناثان لي ريتشز
- تاريخ الميلاد: 1976
- البلد: الولايات المتحدة الأمريكية
- الخلفية: سجين سابق أدين بتهم احتيال إلكتروني
بدأت رحلة جوناثان القانونية من داخل السجن، حيث وجد في القضايا وسيلة للتعبير عن غضبه، سخطه، وربما تسليته أيضاً. لم تكن القضايا التي رفعها قانونية بالمعنى الجاد للكلمة، بل كانت هجومية، ساخرة، وخارجة عن المنطق أحياناً.
قضايا أثارت الجدل
إليك أبرز وأغرب القضايا التي رفعها جوناثان:
1. ضد والدته
اتهمها بأنها فشلت في تربيته، ما أدى إلى تصرفاته الإجرامية وسجنه.
2. ضد موسوعة غينيس للأرقام القياسية
رفع دعوى ضد الموسوعة بعد أن علم بنيتها تسجيله كأكثر شخص رفع دعاوى قضائية، مدعياً أنها تنوي استغلال اسمه دون إذن، رغم أن غينيس نفت وجود هذه الفئة أصلاً.
3. ضد لعبة Grand Theft Auto
ادعى أن اللعبة كانت سبباً في تصرفاته الإجرامية، وطالب بتعويض.
4. ضد شخصيات تاريخية وخيالية
من بين الأسماء التي رفع ضدها قضايا:
- جورج بوش
- مارثا ستيوارت
- بريتني سبيرز
- أفلاطون
- نوستراداموس
- الإمبراطورية الرومانية
- كوكب بلوتو
- حديقة عدن
5. ضد نفسه
في واحدة من أغرب القضايا، رفع جوناثان دعوى على نفسه، متهماً إياه بأنه السبب في دخوله السجن!
ردود فعل النظام القضائي
أُدرجت أغلب القضايا التي رفعها تحت فئة "الدعاوى التافهة"، وتم رفضها مباشرة. وقد فرضت بعض المحاكم قيوداً تمنعه من رفع أي قضية جديدة دون موافقة رسمية مسبقة.
كما وُضع اسمه في "القائمة السوداء" داخل النظام القضائي الأمريكي، كأحد أكثر الأشخاص إساءة لاستخدام حق التقاضي.
نشاطه بعد السجن
- الانتحال: في 2012، انتحل شخصية عم آدم لانزا، منفذ مذبحة مدرسة ساندي هوك، ما أدى لاعتقاله مجدداً.
- الكتابة: أصدر كتابًا بعنوان "Nothing is Written in Stone" تحدث فيه عن أفكاره الغريبة وتجربته في السجون.
- الإعلام: يملك قناة على يوتيوب باسم JLR Investigates يدعي فيها العمل كصحفي استقصائي، ويتحدث عن الجرائم الغامضة.
لماذا يفعل ذلك؟
التحليلات النفسية غير الرسمية تشير إلى احتمال معاناته من اضطرابات نفسية أو رغبة شديدة في جذب الانتباه. ويبدو أن رفع القضايا بات أسلوب حياة بالنسبة له، وطريقة لإثبات الوجود حتى لو بالسخرية.
الخاتمة
قصة جوناثان لي ريتشز ليست مجرد حالة عبثية في النظام القضائي، بل مرآة لطبيعة الإنسان عندما يُترك لخياله واندفاعه دون حدود. هو تذكير ساخر، لكنه واقعي، أن القانون – برغم صرامته – يمكن أن يصبح أحيانًا ساحة عبث للغرباء... مثل ريتشز.
هل تحب أن أحوّل هذا الموضوع لتصميم عرض تقديمي (بوربوينت) أو إنفوجرافيك بصري؟
إرسال تعليق